للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من المرجئة:]

- قال إبراهيم بن شماس: وسألت أبا إسحاق الفزاري عن الإيمان قول وعمل؟ قال: نعم. (١)

- وعن معاوية بن عمرو قال: نا أبو إسحاق -يعني الفزاري- قال: يقولون: إن فرائض الله على عباده ليس من الإيمان، وإن الإيمان قد يطلب بلا عمل، وإن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم، وإن برهم وفاجرهم في الإيمان سواء.

وما هكذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه بلغنا أنه قال: "الإيمان بضعة وسبعون -أو بضعة وستون- أولها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (٢) وقال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (٣) والدين: هو: التصديق وهو الإيمان والعمل. فوصف الله عز وجل الدين قولا وعملا فقال: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (٤). (٥)


(١) الإبانة (٢/ ٨١٢/١١٠٧) والسنة لعبد الله (٨٥).
(٢) أخرجه: أحمد (٢/ ٤٤٥) والبخاري (١/ ٧١/٩) ومسلم (١/ ٦٣/٣٥) وأبو داود (٥/ ٥٥ - ٥٦/ ٤٦٧٦) والترمذي (٥/ ١٢/٢٦١٤) والنسائي (٨/ ٤٨٤/٥٠٢٠) وابن ماجه (١/ ٢٢/٥٧) كلهم من حديث أبي هريرة إلا أنه اختلف في لفظه فمنهم من يرويه بلفظ: بضع وستون ومنهم من يرويه بلفظ: بضع وسبعون ومنهم من يرويه على الشك.
(٣) الشورى الآية (١٣).
(٤) التوبة الآية (١١).
(٥) أصول الاعتقاد (٥/ ٩٥٥ - ٩٥٦/ ١٥٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>