للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من المبتدعة:]

ذكر أبو محمد بالمنستير (١) كراهة مالك بن أنس الاجتماع على قراءة القرآن وأن ذلك بدعة، فقال له رجل: كيف تقول إن قراءة القرآن بدعة؟ فقال: لم أقل هذا، فخرج الرجل وصاح: إن ابن التبان قال إن قراءة القرآن بدعة، فزحف الناس من كل جهة منكرين هذا وأتوا حجرته، فبين لهم فمنهم من فهم ومنهم من لم يفهم، ثم حول أبو محمد وجهه للذي شنع عليه وقال له: أفجعت قلبي أفجع الله قلبك أفجعك الله بنفسك وولدك ومالك، فأجيبت دعوة الشيخ فيه.

قال أبو زيد الدباغ: وفي دعائه بأن يفجعه في نفسه وولده نظر لأنه -أي الابن- لم يظلمه وإنما يدعى على الظالم وحده. (٢)

[أبو عبد الله بن خفيف الشيرازي الصوفي (٣٧١ هـ)]

بيان تصوفه:

ساير الصوفية في مجاهداتهم ورياضاتهم غير الشرعية وضيق على نفسه بشدة الجوع والعطش، وهذا غلو وإفراط في التعبد ما أنزل الله به من سلطان ومع ذلك فقد رد على المتصوفة لعزوفهم عن العلم والتعلم.

جاء في السير: قال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يوماً إلى ابن مكتوم وجماعة يكتبون شيئاً، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا،


(١) المنستير: اسم موضع بإفريقية (تونس حاليا).
(٢) معالم الإيمان (٣/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>