بالسيرة حافظا ثبتا. حدث عنه بنوه: هشام ومحمد وعثمان ويحيى، وحفيده عمر بن عبد الله بن عروة، والزهري وأبو الزناد، وخلق كثير. قال الزهري: رأيته بحرا لا ينزف، قال: وكان يتألف الناس حديثه. وعن عثمان بن عروة قال: كان عروة يقول: يا بني هلموا فتعلموا فإن أزهد الناس في عالم أهله، وما أشده على امرئ أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله. وعن هشام بن عروة عن أبيه أنه وقعت الأكلة في رجله، فقيل له: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: إن شئتم، فجاء الطبيب فقال: أسقيك شرابا يزول فيه عقلك. فقال: امض لشأنك ما ظننت أن خلقا يشرب شرابا ويزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه، قال: فوضع المنشار على ركبته اليسرى ونحن حوله فما سمعنا له حسا، فلما قطعها جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لقد عافيت. وترك حزبه من القراءة تلك الليلة. وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها وإن السيئة تدل على أختها. توفي رضي الله عنه سنة ثلاث وتسعين.
[موقفه من المبتدعة:]
روى الدارمي عن عروة بن الزبير قال: ما زال أمر بني إسرائيل معتدلا ليس فيه شيء حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم أبناء النساء التي سبت بنو إسرائيل من غيرهم، فقالوا فيهم بالرأي فأضلوهم. (١)
(١) الدارمي (١/ ٥٠) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/ ١٠٤٧) وذكره الشاطبي في الاعتصام (١/ ١٣٥). وابن القيم في إعلام الموقعين (١/ ٧٤).