للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجيوش، فردوا العساكر من الألوف المؤلفة، ذوات الأسلحة والخيل المسومة، هذا وهم لم يبلغوا المائة، ثم إنهم راموا قدوم الشام لقتل الخليفة هشام، فقصدوا نحوها، فاعترضهم جيش بأرض الجزيرة فاقتتلوا معهم قتالا عظيما، فقتلوا عامة أصحاب بهلول الخارجي. ثم إن رجلا من جديلة يكنى أبا الموت ضرب بهلولا ضربة فصرعه وتفرقت عنه بقية أصحابه، وكانوا جميعهم سبعين رجلا، وقد رثاهم بعض أصحابهم فقال:

بُدِّلت بعد أبي بشر وصحبته ... قوما علي مع الأحزاب أعوانا

بانوا كأن لم يكونوا من صحابتنا ... ولم يكونوا لنا بالأمس خلانا

يا عين أذري دموعا منك تهنانا ... وأبكي لنا صحبة بانوا وجيرانا

خلوا لنا ظاهر الدنيا وباطنها ... وأصبحوا في جنان الخلد جيرانا

ثم تجمع طائفة منهم أخرى على بعض أمرائهم فقاتلوا وقتلوا وقتلوا، وجهزت إليهم العساكر من عند خالد القسري، ولم يزل حتى أباد خضراءهم ولم يبق لهم باقية. (١)

عبد الكريم بن مالك الجزري (٢) (١٢٧ هـ)

عبد الكريم بن مالك، أبو سعيد الجزري الحراني، مولى بني أمية، الحافظ الإمام، عالم الجزيرة، رأى أنس بن مالك رضي الله عنه. روى عن سعيد بن


(١) البداية والنهاية (٩/ ٣٣٦ - ٣٣٧).
(٢) تهذيب الكمال (١٨/ ٢٥٢ - ٢٥٨) وتذكرة الحفاظ (١/ ١٤٠) وسير أعلام النبلاء (٦/ ٨٠) وتهذيب التهذيب (٦/ ٣٧٣ - ٣٧٥) وشذرات الذهب (١/ ١٧٣) وتاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ - ١٤٠،ص.١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>