للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقفه من المبتدعة:]

- روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم بسنده إلى عبيد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال: اتقوا الرأي في دينكم. قال سحنون: يعني البدع. (١)

- وروى الهروي في ذم الكلام بسنده إلى سعيد بن المسيب قال: قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس فقال: أيها الناس ألا إن أصحاب الرأي أعداء السنة أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم أن يعوها، واستحيوا إذا سألهم الناس أن يقولوا لا ندري، فعاندوا السنن برأيهم، فضلوا وأضلوا كثيرا، والذي نفس عمر بيده ما قبض الله نبيه ولا رفع الوحي عنهم حتى أغناهم عن الرأي، ولو كان الدين يؤخذ بالرأي، لكان أسفل الخف أحق بالمسح من ظاهره، فإياك وإياهم ثم إياك وإياهم. (٢)

- وعن ابن عمر، عن عمر أنه قال: يا أيها الناس اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيي اجتهادا، ووالله ما آلو عن الحق، وذلك يوم أبي جندل والكفار بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة فقال: اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم. فقالوا: إنا قد صدقناك كما تقول، ولكن تكتب: باسمك اللهم. قال: فرضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبيت عليهم حتى قال: يا عمر تراني قد رضيت وتأبى؟ قال: فرضيت. (٣)

- وعن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول: لما صدر عمر بن الخطاب


(١) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠٤١ - ١٠٤٢) وبنحوه ذكره الشاطبي في الاعتصام (١/ ١٣٤).
(٢) ذم الكلام (٢/ ٢٠٠ - طبعة الأنصاري) والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٤٥٤).
(٣) رواه الطبراني (١/ ٧٢/٨٢) واللالكائي في أصول الاعتقاد (١/ ١٤١ - ١٤٢/ ٢٠٨) والهروي في ذم الكلام (ص.٨٦) والبيهقي في المدخل (١/ ١٩٨ - ١٩٩/ ٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>