للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهد بدرا وبيعة الرضوان وكل مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبي بكر، فسار بأحسن سيرة، وفتح الله له الفتوح، واتسعت دائرة الإسلام في خلافته.

وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر" (١). وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي". وهو أول من جمع القرآن في الصحف. وهو أول من سن قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك وكتب به إلى البلدان، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها ... ". (٢) وقال: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر". (٣)

قتل يوم الأربعاء من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت مدة خلافته عشر سنين وخمسة أشهر، ودفن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصلى عليه صهيب بن سنان.


(١) أحمد (٦/ ٥٥) ومسلم (٤/ ١٨٦٤/٢٣٩٨) والترمذي (٥/ ٥٨١/٣٦٩٣) وقال: "هذا حديث صحيح".
(٢) أحمد (٤/ ١٢٦ - ١٢٧) وأبو داود (٥/ ١٣ - ١٤/ ٤٦٠٧) والترمذي (٥/ ٤٣ - ٤٤/ ٢٦٧٦) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ابن ماجة (١/ ١٦ - ١٧/ ٤٣ - ٤٤) والحاكم (١/ ٩٥ - ٩٧) وقال: "هذا حديث صحيح ليس له علة" ووافقه الذهبي.
(٣) أحمد (٥/ ٣٨٢و٣٨٥و٤٠٢) والترمذي (٥/ ٥٦٩/٣٦٦٢) وحسنه. وابن ماجة (١/ ٣٧/٩٧) والحاكم (٣/ ٧٥) وصححه ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>