الشيخ الإمام، سيد القراء، أبو محمد وأبو القاسم القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي الشاطبي، الضرير، المقرئ، ناظم الشاطبية وغيرها. ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. سمع من السلفي، وقرأ ببلده بالسبع على أبي عبد الله بن أبي العاص النفري، وارتحل إلى بلنسية، فقرأ على أبي الحسن بن هذيل. وسمع منه أبو الحسن بن خيرة ومحمد بن يحيى الجنجالي وأبو بكر بن وضاح وأبو محمد بن عبد الوارث المعروف بابن فار اللبن وغيرهم. تصدر للإقراء بمصر، فعظم شأنه، وبعد صيته، وانتهت إليه الرئاسة في الإقراء. قال الذهبي: وكان إماما علامة، نبيلا، محققا، ذكيا، واسع المحفوظ، كثير الفنون، بارعا في القراءات وعللها، حافظا للحديث، كثير العناية به، أستاذا في العربية. وقال ابن كثير: وكان دينا خاشعا ناسكا كثير الوقار، لا يتكلم فيما لا يعنيه. سارت الركبان بقصيدتيه حرز الأماني والرائية، وخضع لهما فحول الشعراء وحذاق القراء، وقيل: إنه كان يحفظ وقر بعير من الكتب. توفي رحمه الله بمصر في جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة.
[موقفه من المبتدعة:]
قال أبو شامة في 'الباعث على إنكار البدع والحوادث' في معرض بيان إنكار السلف للصلوات المبتدعة: وعهدي بأن مثل هذه الصلوات لا يحافظ