للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا: ليس نجد رأياً أرشد من رأي الأمير إبراهيم بن الحصين في إخراجه من الناحية. فأمر الأمير بإخراجه، فخرج معه من أماثل نيسابور خلق كثير، قيل: ثمان مائة كنيسة من جلة الناس غير التبع، وامتد على حاله إلى بيت المقدس، وسكن هناك إلى أن مات. (١)

أبو إسحاق الزَّجَّاج (٢) (٣١١ هـ)

هو إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، البغدادي نحوي زمانه. كان يخرط الزجاج، ثم مال إلى النحو، فلزم المبرد وأخذ عنه، وكان المبرد يقدم الزجاج على جميع أصحابه، ثم أدب القاسم بن عبيد الله الوزير، فكان سبب غناه، ثم كان من ندماء المعتضد. وروى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة وغيره. قال الخطيب: كان من أهل الفضل والدين، حسن الاعتقاد، جميل المذهب وله مصنفات حسان في الأدب. توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وكان آخر ما سمع منه قوله: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

[موقفه من الجهمية:]

قال أبو إسحاق الزجاج: أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة، وأن الميزان له لسان وكفتان ويميل بالأعمال،


(١) كتاب الأباطيل والمناكير للهمذاني (ص.١٣٩).
(٢) تاريخ بغداد (٦/ ٨٩ - ٨٣) وتاريخ الإسلام (حوادث ٣١١ - ٣٢٠/ص.٤٠٧ - ٤٠٨) والوافي بالوفيات (٥/ ٣٤٧ - ٣٥٠) ووفيات الأعيان (١/ ٤٩ - ٥٠) والبداية والنهاية (١١/ ١٥٩ - ١٦٠) وبغية الوعاة (١/ ٤١١ - ٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>