للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذه الأعصار المتقدمة خوفا من ابن هبيرة. (١)

[موقفه من الجهمية:]

- جاء في ذيل طبقات الحنابلة عنه قال: تفكرت في أخبار الصفات، فرأيت الصحابة والتابعين سكتوا عن تفسيرها مع قوة علمهم، فنظرت السبب في سكوتهم، فإذا هو قوة هيبة للموصوف، ولأن تفسيرها لا يتأتى إلا بضرب الأمثال لله، وقد قال عز وجل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (٢). قال: وكان يقول: لا يفسر على الحقيقة ولا على المجاز. لأن حملها على الحقيقة تشبيه وعلى المجاز بدعة.

وقال: ولا نترك الشافعي مع الأشعرية، فإنا أحق به منهم. (٣)

التعليق:

ما أدري ماذا يقصد بقوله: ولا يفسر على الحقيقة، فإن كان يقصد التفويض فبئس الرأي، وإن كان يقصد التشبيه، فهذا هو المظنون به، لأن العبارات السابقة واللاحقة تدل على أنه يقصد نفي الكيفية. والله أعلم.

[موقفه من الخوارج:]

- قال في شرحه لحديث علي رضي الله عنه « ... فيهم رجل مخدج اليد ... » الحديث (٤). فيه من الفقه توفر الثواب في قتل الخوارج، وأنه بلغ إلى


(١) البداية والنهاية (١٢/ ٢٦٩).
(٢) النحل الآية (٧٤).
(٣) ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٢٧٣).
(٤) مسلم (١٠٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>