للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفواجا" (١).

[موقفه من الخوارج:]

- روى مسلم في صحيحه: عن يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم -جالس إلى سارية- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون والله يقول: {إِنَّكَ مَنْ تدخل النار فقد أخزيته} (٢) و {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} (٣) فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام (يعني الذي يبعثه الله فيه) قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد - صلى الله عليه وسلم - المحمود الذي يخرج الله به من يخرج. قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه. قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها. قال: يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس، فرجعنا. قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!


(١) أحمد (٣/ ٣٤٣)، وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٨١): "رواه أحمد وجار جابر لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح". وعزاه السيوطي في الدر ٦/ ٤٠٨) لابن مردويه. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم ٤/ ٤٩٦) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(٢) آل عمران الآية (١٩٢).
(٣) السجدة الآية (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>