للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليث، وابن لهيعة، ومعروف الخياط، وهقل بن زياد، وجماعة. وروى عنه ابناه سليم وداود، وزهير بن عباد، وعلي بن خشرم، وأحمد بن منيع، وعدة. قال الذهبي: وعظ ببغداد والشام ومصر، وبعُدَ صِيته، وتزاحم عليه الخلق، وكان ينطوي على زهد وتأله وخشية، ولوعظه وقع في النفوس. قال ابن يونس: قصد بمصر على الناس وسمعه الليث فأعجبه ووصله بألف دينار. ومن درر كلامه: سلامة النفس في مخالفتها، وبلاؤها في متابعتها. رماه ابن عدي بالتجهم، ورد ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في 'مختصر العلو'. وأرخ له صاحب النجوم الزاهرة في حوادث سنة خمس وعشرين ومائتين.

[موقفه من المبتدعة:]

جاء في المحدث الفاصل عن سليم بن منصور بن عمار قال: كان أبي يصف أهل القرآن وأصحاب الحديث في مجلس فيقول: الحمد لله المنعم المنان، مظهر الإسلام على كل الأديان، وحافظ القرآن من الزيادة والنقصان، ومانعه من مكائد الشيطان، وتحريف أهل الزيغ والكفران -وذكر كلاما في ذكر القرآن طويلا، ثم قال-: ووكل بالآثار المفسرة للقرآن والسنن القوية الأركان، عصابة منتخبة، وفقهم لطلابها وكتابها، وقواهم على رعايتها وحراستها، وحبب إليهم قراءتها ودراستها، وهون عليهم الدأب والكلال، والحل والترحال، وبذل النفس مع الأموال، وركوب المخوف من الأهوال، فهم يرحلون من بلاد إلى بلاد، خائضين في العلم كل واد، شعث الرؤوس، خلقان الثياب، خمص البطون، ذبل الشفاه، شحب الألوان، نحل الأبدان، قد جعلوا لهم هما واحدا، ورضوا بالعلم دليلا ورائدا، لا يقطعهم عنه جوع ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>