وحرملة، ويعقوب بن كاسب وطبقتهم. وقيل إنه ارتحل قبل ذلك في حياة آدم بن أبي إياس فلم يسمع شيئا وقد ارتحل إلى العراق والشام ومصر، وجمع فأوعى. روى عنه أحمد بن خالد الجباب، وقاسم بن أصبغ، ومحمد بن أيمن وأحمد بن عبادة، ومحمد بن المسور، وخلق. قال ابن الفرضي: كان عالما بالحديث، بصيرا بطرقه وعلله، كثير الحكاية عن العباد، ورعا زاهدا، صبورا على نشر العلم، متعففا، نفع الله أهل الأندلس به، وكان ابن الجباب يعظمه، ويصف عقله وفضله ولا يقدم عليه أحدا، غير أنه ينكر رده لكثير من الحديث. قال: وله خطأ كثير محفوظ عنه، ويغلط ويصحف ولا علم له بالعربية ولا بالفقه. وقال أيضا: رحل إلى المشرق رحلتين فسمع في الثانية خلقا كثيرا من البغداديين والكوفيين والبصريين والشاميين والمصريين والقزوينيين، وعدة شيوخه مائة وستون رجلا، وبه وببقي بن مخلد صارت الأندلس دار حديث.
توفي رحمه الله سنة ست وثمانين ومائتين.
[موقفه من المبتدعة:]
هذا الإمام الكبير، كان له الأثر البالغ في الأوساط العلمية في عصره، وبعده، واتخذ الناس كتابه مرجعا في دفع البدع. وقد نقل العالم الكبير أبو إسحاق الشاطبي الشيء الكثير من كتابه 'الحوادث والبدع' ومن غيره مما نقله هذا الإمام عن أئمة السلف، وخصوصا مالك وأصحابه. وكذلك شيخ