للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ... وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ" (١) شهد العقبة شابا أمرد وشهد المشاهد كلها. وكان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:_"خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة" (٢). وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من المهاجرين عمر وعثمان، وعلي وثلاثة من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ وزيد. وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء. ومناقبه كثيرة. عن نيار الأسلمي: أن عمر كان يستشير هؤلاء فذكر منهم معاذا. وصح عن عمر قوله: من أراد الفقه، فليأت معاذ بن جبل. وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة ثماني عشرة رضي الله عنه.

[موقفه من المبتدعة:]

- جاء في أصول الاعتقاد: كان معاذ يقول في كل مجلس يجلسه: الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول: قد قرأت القرآن، فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، ثم ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة. واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي على في الحكيم


(١) أحمد (٣/ ١٨٤) والترمذي (٥/ ٦٢٣/٣٧٩٠) وقال: "هذا حديث حسن غريب". وابن ماجة (١/ ٥٥/١٥٤) والحاكم (٣/ ٤٢٢) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وابن حبان (١٦/ ٧٤/٧١٣١ الإحسان).
(٢) أحمد (٢/ ١٨٩و١٩٥) والبخاري (٧/ ١٦٠/٣٨٠٨) ومسلم (٤/ ١٩١٣/٢٤٦٤) والترمذي (٥/ ٦٣٢/٣٨١٠) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>