للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضلالة ويلقي المنافق كلمة الحق قال: قلنا: وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق، وأن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة. قال: اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه الذي إذا سمعته قلت ما هذا؟ ولا ينأ بك ذلك عنه، فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا. (١)

- قال معاذ بن جبل: إياكم والبدع والتبدع والتنطع، وعليكم بالأمر العتيق. (٢)

- وعنه قال: يد الله فوق الجماعة، فمن شذ لم يبال الله بشذوذه. (٣)

" التعليق:

كان معاذ بن جبل من أغزر الصحابة علما بالحلال والحرام، وأما علمه بعقيدة التوحيد الخالصة فأمر مجمع عليه بينه وبين إخوانه من الصحابة رضوان الله عليهم. ولذا كان يعلم خطر البدع والمبتدعة، فكان يحذر منهم في كل مجلس، فهؤلاء هم أحياء القلوب، وأما أهل زماننا فأموات غير أحياء، وما يشعرون أيان يبعثون. قبلوا البدعة ورضوا بها، وتسهالوا مع المبتدعة واتخذوهم أحبابا وإخوانا، وآووهم في بيوتهم وأحاطوهم بكل رعاية والله المستعان.

- وجاء في السير عن أم سلمة أن أبا عبيدة لما أصيب، استخلف معاذ


(١) أصول الاعتقاد (١/ ٩٩ - ١٠٠/ ١١٦) وأبو داود (٥/ ١٧ - ١٨/ ٤٦١١) والإبانة (١/ ٢/٣٠٧ - ٣٠٨/ ١٤٣) وما جاء في البدع (ص.٦٣ - ٦٤) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٨١). وانظر الحوادث والبدع (ص.٣٧ - ٣٨) والباعث (ص.٦٢) والاعتصام (١/ ١١٠ - ١١١) وإعلام الموقعين (١/ ١٠٤ - ١٠٥) و (٢/ ١٩٣) والجزء الأول منه في السير (٨/ ١٤٣).
(٢) رواه ابن وضاح في البدع (ص.٦٥) والهروي في ذم الكلام (ص.١٣٦).
(٣) الإبانة (١/ ٢/٢٨٨ - ٢٨٩/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>