للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجب عليه إكمال عقولهم وأقدارهم، وإزاحة عللهم!

وقال البصريون منهم: لا يجب على الله -تعالى- إكمال عقولهم، ولا أن يؤتيهم أسبابَ التكليف.

وقال البغداديون منهم: يجب على الله -تعالى عن قولهم- عقاب العصاة إذا لم يتوبوا، والمغفرة من غير توبة سفهٌ من الغافر! وأبى البصريون ذلك.

وابتدع جعفر بن مبشِّر من القدرية بدعةً، فقال: من استحضر امرأة ليتزوجها، فوثب عليها، فوطئها بلا وليّ ولا شهود ولا رضىً ولا عقد؛ حلّ له ذلك!. وخالفه في ذلك سَلَفه، وخالفه خَلَفُهُ.

وقال ثُمامة بن أشرسَ: إن الله -تعالى- يُصيّر الكفار والملحدين وأطفال المشركين والمؤمنين والمجانين تراباً يوم القيامة؛ لا يُعذبهم، ولا يُعوّضهم! وقوله هذا في الكفار والملحدين خرقٌ لإجماع الأمة؛ من أهل الإثبات، وأهل القدر، وغيرهم. (١)

أبو الوليد ابن رشد (٢) (٥٢٠ هـ)

الإمام العلامة شيخ المالكية، قاضي الجماعة بقرطبة، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي جد ابن رشد الفيلسوف. ولد سنة


(١) كتاب الحوادث والبدع (ص.٣٤ - ٣٥).
(٢) السير (١٩/ ٥٠١ - ٥٠٢) وتاريخ الإسلام (٣٥/ ٤٤٣ - ٤٤٤) والديباج المذهب (٢/ ٢٤٨ - ٢٥٠) وشذرات الذهب (٤/ ٦٢) وشجرة النور الزكية (١/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>