للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكونوا يعرفون حقيقة قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (١) وقوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٢).

وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} (٣) ونحو ذلك. فهذا الظان، من أجهل الناس بعقيدة السلف وأضلهم عن الهدى، وقد تضمن هذا الظن استجهال السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وكبار الذين كانوا أعلم الأمة علما وأفقههم فهما، وأحسنهم عملا، وأتبعهم سننا. ولازم هذا الظن أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه، وهو خطأ عظيم وجسارة قبيحة نعوذ بالله منها. (٤)

- وقوله: ومن قال: يخلو العرش عند النزول، أو لا يخلو، فقد أتى بقول مبتدع، ورأي مخترع، وكل ما وصف به الرسول ربه من الأحاديث الصحاح، التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول، وجب الإيمان به كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته» (٥) متفق عليه. وضحكه تعالى إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، فيدخلان الجنة (٦) رواه الشيخان، وقوله: «حتى


(١) الزمر الآية (٦٧).
(٢) ص الآية (٧٥).
(٣) طه الآية (٥).
(٤) قطف الثمر (٥٣ - ٥٤).
(٥) تقدم تخريجه. انظر مواقف ابن قدامة صاحب المغني سنة (٦٢٠هـ).
(٦) أحمد (٢/ ٢٤٤؛٤٦٤) والبخاري (٦/ ٤٩/٢٨٢٦) ومسلم (٣/ ١٥٠٤/١٨٩٠) والنسائي (٦/ ٣٤٦/٣١٦٦) وابن ماجه (١/ ٦٨/١٩١) كلهم من طرق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ... » الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>