للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وأنهم الخلفاء الراشدون، الذين ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلافتهم بقوله -فيما رواه سعيد بن جمهان عن سفينة-: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» (١) وبعد انقضاء أيامهم عاد الأمر إلى الملك العضوض، على ما أخبر عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

ويثبت أصحاب الحديث خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باختيار الصحابة واتفاقهم عليه، وقولهم قاطبة: رضيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لديننا فرضيناه لدنيانا، يعني أنه استخلفه في إقامة الصلوات المفروضات بالناس أيام مرضه -وهي الدين- فرضيناه خليفة للرسول - صلى الله عليه وسلم - علينا في أمور دنيانا.

وقولهم: قدمك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذا الذي يؤخرك وأرادوا أنه - صلى الله عليه وسلم - قدمك في الصلاة بنا أيام مرضه، فصلينا وراءك بأمره، فمن ذا الذي يؤخرك بعد تقديمه إياك؟.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكلم في شأن أبي بكر في حال حياته، بما يبين للصحابة أنه أحق الناس بالخلافة بعده، فلذلك اتفقوا عليه واجتمعوا، فانتفعوا بمكانه والله، وارتفعوا به وارتفقوا، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو لولا أن أبا بكر استخلف لما عبد الله، ولما قيل له: مه يا أبا هريرة، قام بحجة صحة قوله فصدقوه فيه وأقروا به.

ثم خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه إياه، واتفاق الصحابة عليه بعده، وإنجاز الله سبحانه -بمكانه في إعلاء الإسلام وإعظام شأنه- وعده.


(١) تقدم تخريجه ضمن مواقف سفينة أبي عبد الرحمن (توفي بعد ٧٠هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>