للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكتاب الله. (١)

- وعن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن. فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل. فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه، وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي. (٢)

- وعن السائب بن يزيد، قال: أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقيل: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: اللهم مكني منه، فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب فتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} (٢) (٣) فقال عمر: أنت هو؟ فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيدهم. قال أبو حاتم: ولم يقل


(١) سنن الدارمي (١/ ٤٩) وذم الكلام (ص.٦٨) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠١٠) وأصول الاعتقاد (١/ ١٣٩/٢٠٢) والإبانة (٢/ ٤/٦١٠/ ٧٩٠) والشريعة (١/ ١٧٥/٩٩) والفقيه والمتفقه (١/ ٥٥٩ - ٥٦٠).
(٢) الدارمي (١/ ٥٤) والإبانة (٢/ ٤/٦٠٩ - ٦١٠/ ٧٨٩) واللالكائي (٤/ ٧٠٢ - ٧٠٣/ ١١٣٨) والآجري في الشريعة (١/ ٢١٠/١٦٠) وذم الكلام (ص.١٨١). وبنحوه في ما جاء في البدع لابن وضاح (ص.١٢١).
(٣) الذاريات الآيتان (١و٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>