للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" (١) وضم بين أصبعيه وقال: "أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة" (٢) فمن يدرك يا أخي أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضا: "إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب عنها وينطق بعلامتها" (٣)

فاغتنم -يا أخي- هذا الفضل وكن من أهله، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: "لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا" (٤)، وأعظم القول فيه. فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونوا أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلفا من نبيك


(١) لم نظفر به بهذا اللفظ، وأقرب لفظ له ما رواه الترمذي (٥/ ٤٤ - ٤٥/ ٢٦٧٨) وقال: "حديث حسن غريب عن أنس بن مالك بلفظ: " ... ومن أحيى سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة". وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وله طرق أخرى لا تخلو من ضعف". انظر الضعيفة (٤٥٣٨).
(٢) أخرجه: مسلم (٤/ ٢٠٦٠/٢٦٧٤) وأبو داود (٥/ ١٥ - ١٦/ ٤٦٠٩) والترمذي (٥/ ٤٢/٢٦٧٤) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (١/ ٧٥/٢٠٦) عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه: أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٤٠٠) والعقيلي في الضعفاء (٣/ ١٠٠) من طريق عبد الغفار المديني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وقال عبد الغفار المديني: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". وقال الذهبي في الميزان (٢/ ٦٤١): "شيخ مدني حدث عن سعيد بن المسيب، لا يعرف، وكأنه أبو مريم، فإن خبره موضوع" ..
(٤) الذي ورد: أن ذلك قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي لما أرسله إلى خيبر، ولفظه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم". رواه: أحمد (٤/ ٥٢) والبخاري (٦/ ١٣٧ - ١٣٨/ ٢٩٤٢) ومسلم (٤/ ١٨٧٢/٢٤٠٦) وأبو داود (٤/ ٦٩/٣٦٦١) والنسائي في الكبرى (٥/ ٤٦/٨١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>