للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَيْءٍ} (١) فهل أوتيت ملك سليمان عليه السلام؟ فحذفني بعمود كان بين يديه ثم قال: أخرجوه فاضربوا عنقه، فأخرجت إلى قبة قريبة منه، فشد عليها كتافي، فناديت: يا أمير المؤمنين إنك ضارب عنقي، وأنا متقدمك، فاستعد للمسألة جوابا. فقال: أخرجوا الزنديق وضعوه في أضيق المحابس، فأخرجت إلى دار العامة، فإذا أنا بابن أبي دؤاد يناظر الناس على خلق القرآن، فلما نظر إلي، قال: يا خرمي، قلت: أنت والذين معك وهم شيعة الدجال. فحبسني في سجن ببغداد يقال له المطبق، فأرسل إلي جماعة من العلماء رقعة يشجعونني ويثبتونني على ما أنا عليه، فقرأت ما فيها، فإذا فيها:

عليك بالعلم واهجر كل مبتدع ... وكل غاو إلى الأهواء ميال

ولا تميلن يا هذا إلى بدع ... يضل أصحابها بالقيل والقال

إن القرآن كلام الله أنزله ... ليس القرآن بمخلوق ولا بال

لو أنه كان مخلوقا لصيره ... ريب الزمان إلى موت وإبطال

وكيف يبطل ما لا شيء يبطله ... أم كيف يبلى كلام الخالق العالي

وهل يضيف كلام الله من أحد ... إلى البلى غير ضلال وجهال

فلا تقل بالذي قالوا وإن سفهوا ... وأوثقوك بأقياد وأغلال

ألم تر العالم الصبار حيث بلي ... بالسيوط هل زال عن حال إلى حال

فاصبر على كل ما يأتي الزمان به ... فالصبر سرباله من خير سربال

يا صاحب السجن فكر فيم تحبسه (٢) ... أقاتل هو أم عون لقَتَّال


(١) النمل الآية (٢٣).
(٢) في الأصل "تحسبه" ولعل الصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>