للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ في الفتح: وأخوة الإسلام ومودته متفاوتة بين المسلمين في نصر الدين وإعلاء كلمة الحق وتحصيل كثرة الثواب ولأبي بكر من ذلك أعظمه وأكثره، والله أعلم (١). اهـ

وأورد هنا ما ذكره المقري التلمساني في نفح الطيب من فوائد أبي بكر ابن العربي قال: تذاكرت بالمسجد الأقصى مع شيخنا أبي بكر الفهري الطرطوشي في حديث أبي ثعلبة المرفوع: "إن من ورائكم أياما للعامل فيها أجر خمسين منكم" فقالوا: بل منهم، فقال: "بل منكم، لأنكم تجدون على الخير أعوانا، وهم لا يجدون عليه أعوانا" (٢)، وتفاوضنا كيف يكون أجر من يأتي من الأمة أضعاف أجر الصحابة مع أنهم قد أسسوا الإسلام، وعضدوا الدين، وأقاموا المنار، وافتتحوا الأمصار، وحموا البيضة، ومهدوا الملة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح: "لو أنفق أحدكم كل يوم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (٣)،

فتراجعنا القول، وتحصل ما أوضحناه في شرح الصحيح، وخلاصته: أن الصحابة كانت لهم أعمال كثيرة لا يلحقهم فيها


(١) الفتح (٧/ ١٦).
(٢) أخرج القسم الأول منه إلى قوله: "بل منكم": أبو داود (٤/ ٥١٢/٤٣٤١) والترمذي (٥/ ٢٤٠/٣٠٥٨) وابن ماجه (٢/ ١٣٣٠ - ١٣٣١/ ٤٠١٤) وابن حبان (الإحسان: ٢/ ١٠٨ - ١٠٩/ ٣٨٥) عن أبي ثعلبة الخشني. وقال الترمذي: "حديث حسن غريب". وأخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ١٨٢ - ١٨٣/ ١٠٣٩٤) والبزار (كشف: ٤/ ١٣١/٣٣٧٠) عن ابن مسعود. وأورده الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٨٢) وقال: "رواه البزار والطبراني ... ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان". وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة (١/ ٨٩٢ - ٨٩٣/ ٤٩٤) بعد أن ذكر رواية المعجم: "وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم".
(٣) أحمد (٣/ ١١) والبخاري (٧/ ٢٤/٣٦٧٣) ومسلم (٤/ ١٩٦٧ - ١٩٦٨/ ٢٥٤١) وأبو داود (٥/ ٤٥/٤٦٥٨) والترمذي (٥/ ٦٥٣/٣٨٦١) عن أبي سعيد الخدري ..

<<  <  ج: ص:  >  >>