للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل موضع، كما يعلم علم ما في السماوات السبع وما فوق العرش، أحاط بكل شيء علما، فلا تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات البر والبحر ولا رطب ولا يابس إلا قد عرف ذلك كله وأحصاه، فلا تعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره. (١)

- وفي ذم الكلام: قال: لا يجوز الخوض في أمر الله كما يجوز الخوض في فعل المخلوقات، لقوله: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (٢) ولا يجوز لأحد أن يتوهم على الله بصفاته وفعاله بفهم ما يجوز التفكر والنظر في أمر المخلوقين، وذلك أنه يمكن أن يكون الله عز وجل موصوفا بالنزول كل ليلة، إذا مضى ثلثها إلى السماء الدنيا كما يشاء، ولا يسأل كيف نزوله؟ لأن الخالق يصنع ما شاء كما يشاء. (٣)

- وفيه: قال الفضل بن محمد المروزي: سمعت إسحاق بن راهويه الحنظلي يقول في الحديث الذي يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاب الشاحب (٤) قال: إنما يجيء ثواب عمله، خيال كالرجل ليس خلق مخلوق. وجاء في الحديث: "الحجر الأسود يأتي يوم القيامة له عينان


(١) درء التعارض (٢/ ٣٤ - ٣٥).
(٢) الأنبياء الآية (٢٣).
(٣) ذم الكلام (ص.٢٦١) والاستقامة (١/ ٧٨) ومجموع الفتاوى (٥/ ٣٩٣).
(٤) أخرجه: ابن ماجه (٢/ ١٢٤٢/٣٧٨١) قال في الزوائد: "إسناده صحيح رجاله ثقات". والحاكم (١/ ٥٥٦) وصححه على شرط مسلم. وأخرجه مطولا أحمد (٥/ ٣٤٨) والدارمي (٢/ ٤٥٠ - ٤٥١) وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٩٢ - ٤٩٣) كلهم من طريق بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا وبشير بن مهاجر صدوق لين الحديث كما في التقريب وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٣٥٧ - ٣٥٨/ ٥٧٦٠) وانظر الصحيحة (٢٨٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>