للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محارم الله إيمانا وتصديقا بما في القلب ونطق به اللسان، فإذا فعل ذلك كان مؤمنا. وقد بين الله ذلك في كتابه، وأن بدء الإيمان من قبله فقال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إليكم الإيمان وزينه في قُلُوبِكُمْ} (١)

وقال: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (٢) أفلا يرون أن هذا التزيين وهذا النور من عطية الله ورزقه، يعطي من يشاء كما يشاء أترى أن الناس يمرون؟ وقال في كتابه: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ والإيمان} (٣) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحارث بن مالك: "عَبْدٌ نَوَّرَ الله الإيمان في قلبه" (٤) وقال: "نور يقذف في القلب فينشرح وينفسح" (٥)

ثم بين الرسول أنه يتبين على المؤمن إيمانه بالعمل حين قيل له هل له علامة يعرف بها قال: "نعم الإنابة إلى


(١) الحجرات الآية (٧) ..
(٢) الزمر الآية (٢٢).
(٣) الروم الآية (٥٦).
(٤) أخرجه من حديث أنس: البزار (كشف الأستار ١/ ٢٦/٣٢) مطولا، وذكر له قصة. وقال عقبه: "تفرد به يوسف -أي ابن عطية- وهو لين الحديث". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٥٧) وقال: رواه البزار وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به. وأخرجه ابن المبارك في الزهد (١/ ٣٠٣ - ٣٠٤/ ٢٩٩)، وعبد الرزاق (١١/ ١٢٩/٢٠١١٤) كلاهما عن معمر عن صالح ابن مسمار (زاد عبد الرزاق: وجعفر بن برقان)، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للحارث بن مالك، فذكره مطولا. وهو معضل. وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (١١٥) عن ابن نمير نا مالك بن مغول عن زبيد، معضلا. وقد رويت هذه القصة موصولة عن الحارث نفسه، أخرجها: عبد بن حميد (المنتخب٤٤٥)، والطبراني (٣/ ٣٠٢/٣٣٦٧) دون ذكر محمل الشاهد. وذكرها الهيثمي في المجمع (١/ ٥٧) وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه. قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (٥/ ٢٢٧٢/٣٦٠٨): رواه البزار من حديث أنس والطبراني من حديث الحارث بن مالك وكلا الحديثين ضعيف". وانظر كلام الزبيدي عقبه.
(٥) انظر الحديث الآتي بعده ..

<<  <  ج: ص:  >  >>