للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي معلقا: ومن سكت تورعا لا ينسب إليه قول، ومن سكت شاكا مزريا على السلف فهذا مبتدع. (١)

- عن أبي داود قال: سمعت أحمد بن صالح ذكر اللفظية، فقال: هؤلاء أصحاب بدعة ويكثر عليهم أكثر من البدعة. (٢)

- وقال محمد بن موسى المصري: سألت أحمد بن صالح، فقلت: إن قوما يقولون: إن لفظنا بالقرآن غير الملفوظ، فقال: لفظنا بالقرآن هو الملفوظ، والحكاية هي المحكي، وهو كلام الله غير مخلوق، من قال: لفظي به مخلوق فهو كافر.

" التعليق:

قال الذهبي: إن قال: لفظي، وعنى به القرآن، فنعم، وإن قال لفظي، وقصد به تلفظي وصوتي وفعلي أنه مخلوق، فهذا مصيب، فالله تعالى خالقنا، وخالق أفعالنا وأدواتنا. ولكن الكف عن هذا هو السنة، ويكفي المرء أن يؤمن بأن القرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله على قلب نبيه، وأنه غير مخلوق، ومعلوم عند كل ذي ذهن سليم أن الجماعة إذا قرؤوا السورة، أنهم جميعهم قرؤوا شيئا واحدا، وأن أصواتهم وقراءاتهم، وحناجرهم أشياء مختلفة، فالمقروء كلام ربهم، وقراءتهم وتلفظهم ونغماتهم متابينة، ومن لم يتصور الفرق بين التلفظ وبين الملفوظ، فدعه وأعرض عنه. (٣)


(١) السير (١٢/ ١٧٧).
(٢) الإبانة (١/ ١٢/٣٣٢/ ١٣٤).
(٣) السير (١٢/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>