للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن القلم قد جف بما هو كائن إلى يوم القيامة" (١). وكيف يكذب ابن مسعود في أمر يوافقه عليه الكتاب. يقول الله تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} (٢).

أي جعل في قلوبهم الإيمان كما قال في الرحمة: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} (٣) الآية: أي سأجعلها. ومن جعل الله تعالى في قلبه الإيمان، فقد قضى له بالسعادة. وقال عز وجل لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٤). ولا يجوز أن يكون: إنك لا تسمي من أحببت هاديا، ولكن الله يسمي من يشاء هاديا. وقال: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٥) كما قال: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هدى} (٦) ولا يجوز أن يكون سمى فرعون قومه ضالين، وما سماهم مهتدين. وقال: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ


(١) رواه عبد بن حميد في مسنده (٦٣٥) عن المثنى بن الصباح عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس به، وليس الفضل. قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٤٦٠): "إسناده ضعيف". أما اللفظ الثابت عن ابن عباس فقد أخرجه: أحمد (١/ ٢٩٣) والترمذي (٤/ ٢٧٥ - ٢٧٦/ ٢٥١٦) وقال: "حسن صحيح".
(٢) المجادلة الآية (٢٢).
(٣) الأعراف الآية (١٥٦).
(٤) القصص الآية (٥٦).
(٥) النحل الآية (٩٣).
(٦) طه الآية (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>