للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا السرير، وما عُرِش من السقوف والآبار. يقول الله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} (١) أي على السرير. وأمية بن أبي الصلت يقول:

مجدوا الله وهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق النا ... س وسوى فوق السماء سريرا

شرجعا ما يناله بصر العين ... ترى دونه الملائك صورا (٢)

- قال أبو محمد: وقالوا في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (٣) إن اليد، ههنا، النعمة لقول العرب "لي عند فلان يد" أي نعمة ومعروف. وليس يجوز أن تكون اليد ههنا، النعمة لأنه قال: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} معارضة عما قالوه فيها ثم قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. ولا يجوز أن يكون أراد "غلت نعمهم، بل نعمتاه مبسوطتان" لأن النعم لا تغل، ولأن المعروف لا يكنى عنه باليدين، كما يكنى عنه باليد، إلا أن يريد جنسين من المعروف، فيقول: لي عنده يدان. ونعم الله تعالى أكثر من أن يحاط بها. (٤)

- قال أبو محمد: قالوا: رويتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته". (٥)


(١) يوسف الآية (١٠٠).
(٢) تأويل مختلف الحديث (٦٧).
(٣) المائدة الآية (٦٤).
(٤) تأويل مختلف الحديث (٧٠).
(٥) انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (١٦٤هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>