للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُؤْمِنِينَ} (١). وقال: وقوله: {وَلَهُ أسلم مَنْ في السَّمَاوَاتِ والأرض} (٢) خبر محال، لأنه ليس كل الناس مسلمين، وكذلك قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلًّا يسبح بحمده} (٣) وقوله: {وَلِلَّهِ يسجد ما في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأرض} (٤) ولو أن هذا الزنديق الملعون طالع التفسير وكلام العرب لما قال هذا، إنما يتكلم بعاميته وحمقه، وإنما المعنى وله أسلم استسلم والكل منقاد لما قضى به وكل ذليل لأمره، وهو معنى السجود؛ ثم قد تطلق العرب لفظ الكل وتريد البعض كقوله: {تدمر كُلَّ شَيْءٍ} (٥)

وقد ذكر الملعون أشياء من هذا الجنس مزجها بسوء الأدب، والانبساط القبيح، والذكر للخالق سبحانه وتعالى بما لا يصلح أن يذكر به أحد العوام، وما سمعنا أن أحدا عاب الخالق وانبسط كانبساط هذا اللعين قبله ويلومه، لو جحد الخالق كان أصلح له من أن يثبت وجوده، ثم يخاصمه ويعيبه وليس له في شيء مما قاله شبهة، فضلا عن حجة فتذكر ويجاب عنها، وإنما هو خذلان فضحه الله تعالى به في الدنيا، والله تعالى يقابله يوم القيامة مقابلة تزيد على مقابلة إبليس، وإن خالف، لكنه


(١) البروج الآية (١٠).
(٢) آل عمران الآية (٨٣).
(٣) الإسراء الآية (٤٤).
(٤) النحل الآية (٤٩).
(٥) الأحقاف الآية (٢٥) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>