للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تريك سنة وجه غير مقرفة ... ملساء ليس بها خال ولا ندب

أي صورة وجه ومثاله، والسنة محصورة في ثلاث: الائتمار بما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - والانتهاء عما نهى عنه والائتساء بما فعل. فقال الشيعي: فإن اختلف عليك النقل وجاءت السنة من طرق؟ قلت: أنظر إلى أصح الخبرين كشهود عدول اختلفوا في شهادة قال: فلو استووا في الثبات؟ قلت: يكون أحدهما ناسخاً للآخر قال: فمن أين قلتم بالقياس؟ قلت: من كتاب الله {يحكم به ذوا عدلٍ مِنْكُمْ} (١). فالصيد معلومة عينه، فالجزاء أمرنا أن نمثله بشيء من النعم ومثله في تثبيت القياس: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يستنبطونه} (٢). والاستنباط غير منصوص ثم عطف على موسى القطان فقال: أين وجدتم حد الخمر في كتاب الله تقول: اضربوه بالأردية وبالأيدي ثم بالجريد؟ فقلت أنا: إنما حد قياساً على حد القاذف لأنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى فأوجب عليه ما يؤول إليه أمره. قال: أو لم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأقضاكم علي فساق له موسى تمامه وهو: وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ وأرأفكم أبو بكر وأشدكم في دين الله عمر (٣) قال: كيف يكون أشدهم وقد هرب بالراية يوم خيبر؟ قال موسى: ما سمعنا بهذا فقلت: إنما تحيز إلى فئة


(١) المائدة الآية (٩٥).
(٢) النساء الآية (٨٣).
(٣) أخرجه بغير هذا اللفظ: أحمد (٣/ ١٨٤) والترمذي (٥/ ٦٢٣/٣٧٩١) وابن ماجه (١/ ٥٥/١٥٤) والحاكم (٣/ ٤٢٢) وصححه ووافقه الذهبي. وابن حبان (الإحسان ١٦/ ٧٤/٧١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>