للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتوهم أن مسلماً يتوهم أن الله لا يتكلم بشيء مرتين. (١)

- قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئاً.

قلت -أي الذهبي-: من أقر بذلك تصديقاً لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآمن به مفوضاً معناه (٢) إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصر والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص فأمره إلى الله، نعوذ بالله من الضلال والهوى. وكلام ابن خزيمة هذا -وإن كان حقاً- فهو فج، لا تحتمله نفوس كثيرة من متأخري العلماء. (٣)

- قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله تعالى، ومن قال: إنه مخلوق. فهو كافر، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، ولا يدفن في مقابر المسلمين. (٤)

- قال الحاكم: وحدثني عبد الله بن إسحاق الأنماطي المتكلم قال: لم يزل الطوسي بأبي بكر بن خزيمة حتى جرأه على أصحابه، وكان أبو بكر بن


(١) درء التعارض (٢/ ٧٩ - ٨١) والسير (١٤/ ٣٨٠) والتذكرة (٢/ ٧٢٦ - ٧٢٧).
(٢) والذي ينبغي أن يقال: يجب الإيمان باللفظ والمعنى، ويفوض الكيف.
(٣) السير (١٤/ ٣٧٣ - ٣٧٤).
(٤) السير (١٤/ ٣٧٤) والتذكرة (٢/ ٧٢٨ - ٧٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>