للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه ذريته" (١)،

"وخلق جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده" (٢). وقد جاء في الخبر المذكور عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن الله خلق آدم بيده، وخلق جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس شجرة طوبى بيده" (٣). وليس يجوز في لسان


(١) أخرجه: أحمد (١/ ٤٤ - ٤٥) وأبو داود (٥/ ٧٩ - ٨٠/ ٤٧٠٣) والترمذي (٥/ ٢٤٨ - ٢٤٩/ ٣٠٧٥)، ابن حبان (١٤/ ٣٧ - ٣٨/ ٦١٦٦) والحاكم (١/ ٢٧) و (٢/ ٥٤٤ - ٥٤٥) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} الآية، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خلق آدم، ثم مسح على ظهره بيمينه، فاستخرج عنه ذرية ... " الحديث. دون زيادة: "وخلق عدن بيده ... ". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي في موضع، وقال في موضع آخر: "فيه إرسال". وقال الترمذي: "حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وعمر رجلاً مجهولاً".

قلت: ويؤيد كلام الترمذي إخراج أبي داود للحديث نفسه (٤٧٠٤) من طريق عمر بن جعثم القرشي قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب بهذا الحديث. وأخرجه أيضاً بهذه الزيادة ابن عبد البر في التمهيد (فتح البر ٢/ ٢٨٨) وقال: "زيادة من زاد في هذا الحديث نعيم بن ربيعة ليست حجة: لأن الذي لم يذكره أحفظ، وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن". وجملة القول في هذا الحديث، أنه حديث ليس إسناده بالقائم، لأن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعاً غير معروفين بحمل العلم.
(٢) انظر الحديث الذي بعده.
(٣) أخرجه مرسلاً: أبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٥٥٥/١٠١٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٢٥/٦٩٢) عن عبد الله بن الحارث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل خلق ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، ... " الحديث. وأخرجه موصولاً: الحاكم (٢/ ٣٩٢) ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٢٤/٦٩١) من طريق علي بن عاصم أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خلق الله تعالى جنة عدن وغرس أشجارها بيده فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون". قال الحاكم: "صحيح الإسناد" ورد عليه الذهبي فقال: "بل ضعيف".
قلت: في إسناده علي بن عاصم قال عنه الحافظ في التقريب: "صدوق يخطئ ويصر ورمي بالتشيع".
وأخرجه أيضاً موقوفاً عن ابن عمر: الدارمي في الرد على المريسي (١/ ٢٦١) وأبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٥٥٥/١٠١٨) والحاكم (٢/ ٣١٩) والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٢٦/٦٩٣) واللالكائي (٣/ ٤٧٧/٧٣٠) لكن بلفظ: "خلق الله تبارك وتعالى أربعة أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، وآدم، والقلم". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي. وجود إسناده الشيخ الألباني (انظر مختصر العلو (١٠٥)).

<<  <  ج: ص:  >  >>