للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الله تعالى (١). وقال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} (٢) واعلم رحمك الله أن عند أهل العلم باللغة أن اللقي هاهنا لا يكون إلا معاينة، يراهم الله تعالى ويرونه، ويسلم عليهم، ويكلمهم ويكلمونه. قال محمد بن الحسين: وقد قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٣) وكان مما بينه لأمته في هذه الآيات: أنه أعلمهم في غير حديث: "إنكم ترون ربكم تعالى" (٤) روى عنه جماعة من صحابته رضي الله عنهم، وقبلها العلماء عنهم أحسن القبول، كما قبلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وعلم الحلال والحرام، كذا قبلوا منهم الأخبار: أن المؤمنين يرون الله تعالى، لا يشكون في ذلك، ثم قالوا: من رد هذه الأخبار فقد كفر. (٥)

- وفيها: فإن اعترض بعض من قد استحوذ عليهم الشيطان، فهم في غيهم يترددون ممن يزعم أن الله عز وجل لا يرى في القيامة، واحتج بقول الله عز وجل: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ


(١) أخرجه: أحمد (٤/ ٣٣٢) ومسلم (١/ ١٦٣/١٨١ [٢٩٨]) والترمذي (٤/ ٥٩٣/٢٥٥٢) وابن ماجه (١/ ٦٧/١٨٧) والنسائي في الكبرى (٤/ ٤٢٠/٧٧٦٦) عن صهيب بن سنان رضي الله عنه.
(٢) الأحزاب الآيتان (٤٣و٤٤).
(٣) النحل الآية (٤٤).
(٤) انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (١٦٤هـ).
(٥) الشريعة (٢/ ٦ - ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>