للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم احتج آدم على موسى، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده، وذكر الحديث (١).اهـ (٢)

- وفيها: قال محمد بن الحسين: اعلموا رحمكم الله، أن المنكر للشفاعة يزعم أن من دخل النار فليس بخارج منها، وهذا مذهب المعتزلة يكذبون بها، وبأشياء سنذكرها إن شاء الله تعالى، مما لها أصل في كتاب الله عز وجل، وسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسنن الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان، وقول فقهاء المسلمين. فالمعتزلة يخالفون هذا كله، لا يلتفتون إلى سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا إلى سنن أصحابه رضي الله عنهم. وإنما يعارضون بمتشابه القرآن، وبما أراهم العقل عندهم، وليس هذا طريق المسلمين، وإنما هذا طريق من قد زاغ عن طريق الحق، وقد لعب به الشيطان. وقد حذرنا الله عز وجل ممن هذه صفته، وحذرناهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحذرناهم أئمة المسلمين قديماً وحديثاً. (٣)

- وفيها: قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى: إن المكذب بالشفاعة أخطأ في تأويله خطأ فاحشاً، خرج به عن الكتاب والسنة، وذلك أنه عمد إلى آيات من القرآن نزلت في أهل الكفر، أخبر الله عز وجل: أنهم إذا دخلوا النار أنهم غير خارجين منها، فجعلها المكذب بالشفاعة في الموحدين، ولم يلتفت إلى أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الشفاعة؛ أنها إنما هي لأهل


(١) انظر تخريجه في مواقف محمد بن خفيف سنة (٣٧١هـ).
(٢) الشريعة (٢/ ١٢٧ - ١٢٨).
(٣) الشريعة (٢/ ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>