للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِسَالَتَهُ} (١) وقال: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨)} (٢) وقال: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)} (٣)

وقالت عائشة: من زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئاً مما أنزله الله عليه، فقد أعظم الفرية على الله، يقول الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآية (٤). ثم التمسنا هذه الضلالة التي اخترعتها وزعمت أنها الشريعة الواجبة والدين القيم والتوحيد اللازم الذي لا يقبل الله من العباد غيره بأن يقولوا: القرآن مخلوق في سنة المصطفى، وما دعا إليه أمته وقاتل من خالفه عليه، فما وجدنا لذلك أثراً ولا أمارة ولا دلالة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (٥) فزعمت أيها الجهمي أنها ست بضلالتك هذه. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، حرمت علي


(١) المائدة الآية (٦٧).
(٢) العنكبوت الآية (١٨).
(٣) الحجر الآيتان (٩٤و٩٥) ..
(٤) أحمد (٦/ ٤٩/٥٠) والبخاري (٨/ ٧٨٠/٤٨٥٥) ومسلم (١/ ١٥٩/١٧٧) والترمذي (٥/ ٢٤٥ - ٢٤٦/ ٣٠٦٨) والنسائي في الكبرى (٦/ ٤٧١/١١٥٣٢).
(٥) أحمد (٢/ ١٤٣) والبخاري (١/ ٦٧ - ٦٨/ ٨) ومسلم (١/ ٤٥/١٦) والترمذي (٥/ ٧/٢٦٠٩) والنسائي (٨/ ٤٨١ - ٤٨٢/ ٥٠١٦) عن ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>