للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الكفر بالله عز وجل. اهـ وهذا مذهب جماعة من أئمة الآثار. (١)

- ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد، وأن الإيمان الذي دعا الله العباد إليه وافترضه عليهم هو الإسلام الذي جعله الله دينا وارتضاه لعباده ودعاهم إليه، وهو ضد الكفر الذي سخطه ولم يرضه لعباده.

فقال الله عز وجل: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (٢) وقال: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٣) وقال: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} (٤) وقال: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (٥)، فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان، وجعله اسم ثناء وتزكية، وأخبر أن من أسلم فهو على نور من ربه وهدى، وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه، ألا ترى أن أنبياء الله ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه، فقال إبراهيم خليل الرحمن - صلى الله عليه وسلم - وإسماعيل - صلى الله عليه وسلم - سألا فقالا: {وَاجْعَلْنَا


(١) (١/ ٣١١ - ٣١٢).
(٢) الزمر الآية (٧).
(٣) المائدة الآية (٣).
(٤) الأنعام الآية (١٢٥).
(٥) الزمر الآية (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>