للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء من الإيمان» (١)، وقال: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (٢)، وقال: «البذاذة من الإيمان» (٣)، وقال: «الإيمان بضع وسبعون بابا فأدناه إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله» (٤) مع أشياء كثيرة. وذكر الكلام بطوله. وهذا ظاهر من كلام أحمد.

وإن الإيمان الشرعي جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، الواجبة والمندوبة، وهذا قول أكثر المعتزلة.

وقال منهم أبو هاشم والجبائي: إن ذلك مختص بالواجبات دون التطوع.

وقال ابن قتيبة في غريب القرآن: من صفاته المؤمن إلى أن قال: وأما إيمان العبد بالله فتصديقه به قولا وعقدا وعملا. قال: وقد سمى الله الصلاة إيمانا، فقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (٥) يعنى صلاتكم إلى بيت المقدس.

وقالت الأشعرية: "الإيمان هو التصديق في اللغة والشريعة جميعا وأن الأفعال والأعمال من شرائع الإيمان لا من نفس الإيمان".

وقال المرجئة والكرامية: "الإيمان هو التصديق باللسان، وهو الإقرار


(١) تقدم تخريجه ضمن مواقف أبي إسحاق الفزاري سنة (١٨٦هـ).
(٢) أحمد (٥٠٩) وأبو داود (٥/ ٦٠/٤٦٨٩) والترمذي (٣/ ٤٦٦/١١٦٢) وقال: "حسن صحيح" والحاكم (١/ ٣) وابن حبان (الإحسان ٢/ ٢٢٧/٤٧٩) من حديث أبي هريرة وفي الباب عن عائشة وابن عباس.
(٣) أبو داود (٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤/ ٤١٦١٩) ابن ماجه (٢/ ١٣٧٩/٤١١٨) والحاكم (١/ ٩) من حديث أبي أمامة.
(٤) تقدم تخريجه ضمن مواقف أبي إسحاق الفزاري سنة (١٨٦هـ).
(٥) البقرة الآية (١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>