للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الله» (١)، وغير ذلك، فإنه ينصرف إلى القول باللسان، كذلك ها هنا وعلى أن التصديق لا يتنوع والخبر يقتضي أقوالا وأفعالا متنوعة.

فإن قيل: فاختلاف العدد في هذه الأخبار يدل على أنها متناقضة.

قيل: أجاب أبو عبيد عن هذا في كتاب الإيمان فقال: نزول الفرائض بالإيمان متفرقا فكلما نزلت واحدة ألحق رسول الله عددها بالإيمان حتى جاوز ذلك سبعين خلة وليست هذه الزيادة بخلاف ما قبله إنما تلك دعائم وأصول، وهذه فروعها وزيادات في شعب الإيمان، فنرى -والله أعلم- إن هذا القول هو آخر ما وصف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإيمان لأن العدد تناها إليه وبه كملت خصاله والمصدق له قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (٢) فروى طارق بن شهاب أن اليهود قالوا لعمر بن الخطاب رحمة الله عليه: إنكم لتقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فذكر هذه الآية فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت وأي يوم أنزلت، أنزلت بعرفة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة (٣).اهـ (٤)


(١) أحمد (٣٥٢) ومسلم (٣/ ١٣٥٦ - ١٣٥٨/ ١٧٣١) وأبو داود (٣/ ٨٣ - ٨٥/ ٢٦١٣) والترمذي (٤/ ١٣٨ - ١٣٩/ ١٦١٧) وابن ماجه (٢/ ٩٥٣ - ٩٥٤/ ٢٨٥٨).
(٢) المائدة الآية (٣).
(٣) البخاري (١/ ١٤١/٤٥) ومسلم (٤/ ٢٣١٢/٣٠١٧) والترمذي (٥/ ٢٣٣/٣٠٤٣) وقال: "حسن صحيح". النسائي (٥/ ٢٧٧/٣٠٠٢).
(٤) (ص.١٥١ - ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>