للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (٩٥)} (١). قال: الأصنام. {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} (٢). قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم.

قلنا: ولأن الله تعالى قال: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١)} (٣). فامتدح بالقولين جميعا، فكما لا يخرج شيء من علمه، لا يخرج شيء غيره من خلقه. ولأنه قال: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} (٤) فأخبر أن قولهم وسرهم وجهرهم خلقه، وهو بجميع ذلك عليم. وقال: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣)} (٥). كما قال: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤)} (٦). فكما كان مميتا محييا، بأن خلق الموت والحياة، كان مضحكا مبكيا، بأن خلق الضحك والبكاء. وقد يضحك الكافر سرورا بقتل المسلمين، وهو منه كفر، وقد يبكي حزنا بظهور المسلمين، وهو منه كفر. فثبت أن الأفعال كلها خيرها وشرها، صادرة عن خلقه وإحداثه إياها. (٧)


(١) الصافات الآية (٩٥).
(٢) الصافات الآية (٩٦).
(٣) الأنعام الآية (١٠١).
(٤) الملك الآيتان (١٣و١٤).
(٥) النجم الآية (٤٣).
(٦) النجم الآية (٤٤).
(٧) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (ص.١٤٢ - ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>