للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإيمان مراتب بعضها فوق بعض، فليس الناقص فيها كالكامل، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (١) أي: إنما المؤمن حق الإيمان من كانت هذه صفته، ولذلك قال: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} (٢). ومثل هذه الآية في القرآن كثير.

وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم» (٣) أن هو المؤمن المسلم حقا. ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» (٤) ومعلوم معمول أنه لا يكون هذا أكمل حتى يكون غيره أنقص، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» (٥) وقوله: «لا إيمان لمن لا صلاة له ولا من لا


(١) الأنفال الآية (٢).
(٢) الأنفال الآية (٤).
(٣) الترمذي (٥/ ١٨/٢٦٢٧) وقال: "حسن صحيح". والنسائي (٨/ ٤٧٩/٥٠١٠) والحاكم (١/ ١٠) وقال: "قد اتفقا على إخراج طرق حديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» ولم يخرجا هذه الزيادة وهي صحيحة على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
(٤) أحمد (٢/ ٢٥٠، ٤٧٢) وأبو داود (٥/ ٦٠/٤٦٨٢) والترمذي (٣/ ٤٦٦/١١٦٢) وقال: "حسن صحيح". والحاكم (١/ ٣) وصححه ووافقه الذهبي.
(٥) أحمد (٤/ ٢٨٦) من حديث البراء. وابن أبي شيبة (٦/ ١٧٢/٣٠٤٤٣) من حديث ابن مسعود. وله طرق لا تخلوا من مقال، أوردها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (١٧٢٨) وقال: "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل، والله أعلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>