للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن خالف الوحي المبين بعقله ... فذاك امرء قد خاب حقا وقد خسر

وفي ترك أمر المصطفى فتنة فذر ... خلاف الذي قد قاله واتل واعتبر (١)

إلى أن قال:

وما أجمعت فيه الصحابة حجة ... وتلك سبيل المؤمنين لمن سبر

ففي الأحذ بالإجماع فاعلم سعادة ... كما في شذوذ القول نوع من الخطر

وفي اجتماع الجيوش:

تمسك بحبل الله واتبع الأثر ... ودع عنك رأيا لا يلائمه خبر

ثم قال ابن القيم: وقال في شرح هذه القصيدة: والصواب عند أهل الحق أن الله تعالى خلق السماوات والأرض وكان عرشه على الماء مخلوقا قبل خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض على ما ورد به النص ونطق به القرآن، وليس معنى استوائه أنه ملكه واستولى عليه لأنه كان مستوليا عليه قبل ذلك وهو أحدثه، لأنه مالك جميع الخلائق ومستول عليها، وليس معنى الاستواء أيضا أنه ماس العرش أو اعتمد عليه أو طابقه فإن كل ذلك ممتنع في وصفه جل ذكره ولكنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه. (٢)


(١) السير (١٨/ ٣٨٧ - ٣٨٨).
(٢) اجتماع الجيوش (ص.١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>