للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلاة» (١) فهذه ونظائرها صفات لله تعالى، ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} (٢)

وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم، فقال عز وجل: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (٣).اهـ (٤)

- وقال أيضا: (باب الرد على من قال بخلق القرآن): قال الله سبحانه وتعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} (٥) فالقرآن كلام الله ووحيه، وتنزيله وصفته، ليس بخالق، ولا مخلوق، ولا محدث ولا حادث، مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب، متلو بالألسن، مسموع بالآذان، قال الله


(١) أخرجه من حديث أنس: أحمد (٣/ ٢١٣) والبخاري (١١/ ١٢٣/٦٣٠٩) ومسلم (٤/ ٢١٠٤ - ٢١٠٥/ ٢٧٤٧). وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وغيرهما.
(٢) الشورى الآية (١١) ..
(٣) آل عمران الآية (٧).
(٤) شرح السنة للبغوي (١/ ١٦٨ - ١٧١).
(٥) الجاثية الآية (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>