للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرِيدُ (٢٥٣)} (١) {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨)} (٢) وقال عزوجل: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} (٣) قال ابن عباس: الحرج: موضع الشجر الملتف لا تصل الراعية إليه، فقلب الكافر لا تصل إليه الحكمة، وكل ضيق حرج وحرج.

وقال الله سبحانه وتعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (٤) أي طبع عليها، فلا تعقل ولا تعي خيرا، ومعنى الختم: التغطية على الشيء، والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء. وقال جل ذكره: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥)} (٥) قيل: المستور هاهنا بمعنى الساتر. والحجاب: الطبع. وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}. (٦)

فالعبد له كسب، وكسبه مخلوق يخلقه الله حالة ما يكسب، والقدر سر من أسرار الله لم يطلع عليه ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، لا يجوز الخوض فيه، والبحث عنه بطريق بالعقل، بل يعتقد أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق،


(١) البقرة الآية (٢٥٣).
(٢) الحج الآية (١٨).
(٣) الأنعام الآية (١٢٥).
(٤) البقرة الآية (٧).
(٥) الإسراء الآية (٤٥).
(٦) الزمر الآية (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>