للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأجر، بل لإقامة الدنيا.

ومن البدع قراءة القارئ يوم الجمعة عشراً من القرآن عند خروج السلطان، وكذلك الدعاء بعد الصلاة، وقراءة الحزب في جماعة، وقراءة سورة الكهف بعد العصر في المسجد في جماعة، وكذلك قول من يقول عند قيام الإمام في المحراب قبل تكبيرة الإحرام: اللهم أقِمْها وأدِمْها ما دامت السماوات والأرض! وهذا دعاء المحال؛ لأن ما بقي لقيام الساعة أقل مما مضى؛ بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين» (١)، وقرن السبابة والوسطى. (٢)

- وقد ردّ على من يتعلق بحديث: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله» الحديث (٣)، للقراءة الجماعية بقوله: والسّرّ فيه أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يتلونه ويتدارسونه» خطاب عربيّ، ومعلوم من لسان العرب أنهم لو رأوا جماعة قد اجتمعوا لقراءة القرآن على أستاذهم، ورجل واحد يقرأ القرآن؛ لجاز أن يقولوا: هؤلاء جماعة يقرؤون القرآن ويتدارسونه. وإن كانوا كلهم سكوتاً.

وكذلك لو مرّ العربيّ بجماعة اجتمعوا لتدريس العلم والتفقه فيه ولسماع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لجاز أن يقول: هذه جماعة يدرسون العلم،


(١) أحمد (٣/ ١٢٤) والبخاري (١١/ ٤٢٢/٦٥٠٤) ومسلم (٤/ ٢٢٦٨/٢٩٥١) والترمذي (٤/ ٤٣٠/٢٢١٤) من حديث أنس رضي الله عنه.
(٢) كتاب الحوادث والبدع (ص.١٥٠ - ١٥٣).
(٣) أحمد (٢/ ٢٥٢) ومسلم (٤/ ٢٠٧٤/٢٦٩٩) وأبو داود (٢/ ١٤٨ - ١٤٩/ ١٤٥٥) والترمذي (٥/ ١٧٩/٢٩٤٥) والنسائي في الكبرى (٤/ ٣٠٩/٧٢٨٧) وابن ماجه (١/ ٨٢/٢٢٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>