للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الله تعالى ونسبوها لأنفسهم حتى قال بعض طواغيتهم: إنه لو كان طفل على حاجز بين الجنة والنار لكان الله تعالى موصوفا بالقدرة على طرحه إلى الجنة وإبليس موصوفا بالقدرة على طرحه في النار، وأن الله لا يوصف بالقدرة على ذلك، وزعموا أن خلاف هذا كفر وشرك، وعند بعضهم قوم سوء ضلال؛ لأنهم خالفوا أهل السنة والجماعة في عقود الدين؛ لأن الله تعالى أضلهم وأغواهم ولم يرد هداهم وعمى بصائرهم عن الحق ولم يرد شرح صدورهم له كما قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ} (١) الآية وقد تواترت الآثار بإخراجهم عن الإسلام وإضافتهم إلى أصناف الكفر، من ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «القدرية مجوس هذه الأمة» (٢) و «القدرية نصارى هذه الأمة» وقوله: «صنفان من أمتي ليس لهم نصيب في الإسلام المرجئة والقدرية» (٣)،

وقوله: «لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة القدرية لا تعودوهم إذا مرضوا، ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا هذه القدرية؛ فإنها شعبة من النصرانية» (٤) ومن مثل هذا ونحوه كثير، وقد نهى مالك عن مجالستهم وإن لم يرهم كفارا بما لقولهم على هذه الرواية لوجوه ثلاثة، أحدها: أنهم إن لم يكونوا كفارا فهم زائغون ضلال يجب التبرؤ منهم وبغضهم في الله؛ لأن


(١) الأنعام الآية (١٢٥).
(٢) تقدم في مواقف محمد بن الحسين الآجري سنة (٣٦٠هـ).
(٣) تقدم في مواقف سفيان الثوري سنة (١٦١هـ) ..
(٤) أخرجه بلفظ: «اتقوا هذا القدر ... » ابن أبي عاصم (١/ ١٤٦/٣٣٢) واللالكائي (٤/ ٦٩٧/١١٢٨) وابن عدي (٥/ ١٩٤) والطبراني (١١/ ٢٦٢/١١٦٨٠) كلهم من طريق نزار بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس، قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٠٢): "وفيه نزار بن حيان وهو ضعيف"، وقال الشيخ الألباني: "ضعيف جدا" (الضعيفة ١٧٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>