والرحلة الواسعة. شهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره. ولد في خامس جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمسمائة بالدير المبارك بقاسيون.
سمع من عبد الرحمن بن علي الخرقي وأبي القاسم البوصيري والقاسم ابن أبي المطهر الصيدلاني وأبي المظفر بن السمعاني وخلق كثير. وسمع منه: ابن نقطة وزكي الدين البرزالي وعبد الله بن أبي الطاهر المقدسي، وزينب بنت عبد الله بن الرضي وعدة.
قال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه: كتبت عنه ببغداد ونيسابور ودمشق، وهو حافظ متقن ثبت ثقة صدوق نبيل حجة عالم بالحديث وأحوال الرجال، وله مجموعات وتخريجات، وهو ورع تقي زاهد عابد محتاط في أكل الحلال مجاهد في سبيل الله، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن سيرته وطريقته في طلب العلم.
قال الذهبي رحمه الله: ولم يزل ملازما للعلم والرواية والتأليف إلى أن مات، وتصانيفه نافعة مهذبة، أنشأ مدرسة إلى جانب الجامع المظفري، وكان يبني فيها بيده. ويتقنع باليسير، ويجتهد في فعل الخير، ونشر السنة، وفيه تعبد وانجماع عن الناس، وكان كثير البر والمواساة، دائم التهجد، أمارا بالمعروف، بهي النظر، مليح الشيبة، محببا إلى الموافق والمخالف، مشتغلا بنفسه رضي الله عنه.
توفي يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله تعالى.