للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «وصى بكتاب الله» (١).

وقد قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} (٢)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٣)، ومثل هذا كثير. وأما إذا كان الإنسان في مقام الدعوة لغيره والبيان له، وفي مقام النظر أيضا، فعليه أن يعتصم أيضا بالكتاب والسنة، ويدعو إلى ذلك، وله أن يتكلم مع ذلك، ويبين الحق الذي جاء به الرسول بالأقيسة العقلية والأمثال المضروبة، فهذه طريقة الكتاب والسنة وسلف الأمة. (٤)

- وقال: وقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبته: «إن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (٥). فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة، فهذه الثلاثة هي أصول معصومة، وما تنازعت فيه


(١) أخرجه: أحمد (٤/ ٣٨١) والبخاري (٥/ ٤٤٨/٢٧٤٠) ومسلم (٣/ ١٢٥٦/١٦٣٤) والترمذي (٤/ ٣٧٦/٢١١٩) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب". والنسائي (٦/ ٥٥٠/٣٦٢٢) وابن ماجه (٢/ ٩٠٠/٢٦٩٦).
(٢) البقرة الآية (٢١٣).
(٣) النساء الآية (٥٩).
(٤) درء التعارض (١/ ٢٣٤ - ٢٣٥).
(٥) أحمد (٣/ ٣١٠ - ٣١١و٣١٩و٣٧١) ومسلم (٢/ ٥٩٢/٨٦٧) والنسائي (٣/ ٢٠٩ - ٢١٠/ ١٥٧٧) وابن ماجه (١/ ١٧/٤٥) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>