للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة كقوله في الحديث الصحيح: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» (١) ولم يقل مشهدا، وقال أيضا في الحديث: «صلاة الرجل في المسجد تفضل عن صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين صلاة» (٢) وقال في الحديث الصحيح: «من تطهر في بيته فأحسن الطهور، ثم خرج إلى المسجد لا تنهزه إلا الصلاة، كانت خطواته إحداهما ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة. فإذا جلس ينتظر الصلاة فالعبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث» (٣). وهذا مما علم بالتواتر والضرورة من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإنه أمر بعمارة المساجد والصلاة فيها، ولم يأمر ببناء مشهد لا على قبر نبي، ولا غير قبر نبي، ولا على مقام نبي.

ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام، لا الحجاز ولا الشام ولا اليمن ولا العراق ولا خراسان ولا مصر ولا المغرب مسجد مبني على قبر، ولا مشهد يقصد للزيارة أصلا، ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي أو غير نبي، لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عند قبر غيره من الأنبياء، وإنما كانوا يصلون ويسلمون


(١) أحمد (١/ ٧٠) والبخاري (١/ ٧١٦/٤٥٠) ومسلم (١/ ٣٧٨/٥٣٣) والترمذي (٢/ ١٣٤/٣١٨) وابن ماجه (١/ ٢٤٣/٧٣٦) كلهم من حديث عثمان بن عفان. وفي الباب عن عمرو بن عبسة وجابر وعلي وأبي ذر وعمر رضي الله عنهم.
(٢) أحمد (٢/ ٢٥٢) والبخاري (٢/ ١٦٦ - ١٦٧/ ٦٤٧) ومسلم (١/ ٤٥٩/٦٤٩) وأبو داود (١/ ٣٧٨ - ٣٧٩/ ٥٥٩) والترمذي (١/ ٤٢١/٢١٦) وابن ماجه (١/ ٢٥٨/٧٨٦).
(٣) أحمد (٢/ ٢٥٢) والبخاري (٢/ ١٦٦ - ١٦٧/ ٦٤٧) ومسلم (١/ ٤٥٩/٦٤٩) وأبو داود (١/ ٣٧٨ - ٣٧٩/ ٥٥٩) والترمذي (٢/ ٤٩٩ - ٥٠٠/ ٦٠٣) وابن ماجه (١/ ١٠٣/٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>