للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستحلون دمه. وهؤلاء كل منهم يرد بدعة الآخرين، ولكن هو أيضا مبتدع، فيرد بدعة ببدعة، وباطلا بباطل. (١)

- وقال: أول البدع ظهورا في الإسلام وأظهرها ذما في السنة والآثار: بدعة الحرورية المارقة، فإن أولهم قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه: اعدل يا محمد، فإنك لم تعدل (٢)، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلهم وقتالهم (٣)، وقاتلهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. والأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مستفيضة بوصفهم وذمهم والأمر بقتالهم، قال أحمد بن حنبل: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة». (٤)

ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم: أحدهما: خروجهم عن السنة، وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال له ذو الخويصرة التميمي: «اعدل فإنك لم تعدل»، حتى قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ويلك. ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل». فقوله: فإنك لم تعدل جعل منه لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - سفها وترك عدل، وقوله: "اعدل" أمر له بما


(١) مجموع الفتاوى (١٦/ ٩٦).
(٢) تقدم تخريجه في مواقف الآجري سنة (٣٦٠هـ).
(٣) أحمد (٣/ ٦٨ و٧٣) والبخاري (٨/ ٨٤/٤٣٥١) ومسلم (٢/ ٧٤١ - ٧٤٢/ ١٠٦٤) وأبو داود (٥/ ١٢١ - ١٢٢/ ٤٧٦٤) والنسائي (٥/ ٩٢ - ٩٣/ ٢٥٧٧) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٤) تقدم تخريجه قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>