للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال: فالطاعن في شيء من حكمه أو قسمه -كالخوارج- طاعن في كتاب الله مخالف لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مفارق لجماعة المسلمين، وكان شيطان الخوارج مقموعا لما كان المسلمون مجتمعين في عهد الخلفاء الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان، فلما افترقت الأمة في خلافة علي رضي الله عنه، وجد شيطان الخوارج موضع الخروج، فخرجوا وكفروا عليا ومعاوية ومن والاهما، فقاتلهم أولى الطائفتين بالحق علي بن أبي طالب، كما ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تمرق مارقة على حين فرقة من الناس، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق» (١).اهـ (٢)

- قال: والخوارج إنما تأولوا آيات من القرآن على ما اعتقدوه، وجعلوا من خالف ذلك كافرا؛ لاعتقادهم أنه خالف القرآن، فمن ابتدع أقوالا ليس لها أصل في القرآن، وجعل من خالفها كافرا، كان قوله شرا من قول الخوارج. (٣)

- وقال: ومن أصول أهل السنة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج. (٤)

- وقال: والخوارج المارقون الذين أمر النبي بقتالهم، قاتلهم أمير المؤمنين


(١) أحمد (٣/ ٣٢،٩٧) ومسلم (٢/ ٧٤٥/١٠٦٥ (١٥٠)) وأبو داود (٥/ ٥٠/٤٦٦٧).
(٢) مجموع الفتاوى (١٩/ ٨٨ - ٨٩).
(٣) مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٦٤).
(٤) مجموع الفتاوى (٣/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>