للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبغض خلق الله إليه، منهم رجل أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي. فلما قتلهم علي بن طالب قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا. ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. وهذه العلامة التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - هي علامة أول من يخرج منهم، ليسوا مخصوصين بأولئك القوم. فإنه قد أخبر في غير هذا الحديث أنهم «لا يزالون يخرجون إلى زمن الدجال» (١). وقد اتفق المسلمون على أن الخوارج ليسوا مختصين بذلك العسكر.

وأيضا فالصفات إلى وصفها تعم غير ذلك العسكر، ولهذا كان الصحابة يروون الحديث مطلقا مثل ما في الصحيحين عن أبى سلمة وعطاء ابن يسار أنهما أتيا أبا سعيد فسألاه عن الحرورية، هل سمعت رسول الله يذكرها؟ قال: لا أدرى؟ ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يخرج في هذه الأمة -ولم يقل منها- قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم -أو حلوقهم- يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه فيتمارى فى الفوقة هل علق بها شيء من الدم؟


(١) أخرجه من حديث أبي برزة رضي الله عنه: أحمد (٤/ ٤٢١ - ٤٢٢،٤٢٤ - ٤٢٥) والطيالسي (٩٢٣) والنسائي (٧/ ١٣٦ - ١٣٧/ ٤١١٤) وقال: "شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور". والحاكم (٢/ ١٤٦ - ١٤٧) وصححه على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي. وقد أورد شريكا في الميزان (٢/ ٢٦٩) ثم قال: "بصري لا يعرف إلا برواية الأزرق بن قيس عنه".
ويشهد له حديث ابن عمر وفيه: " ... فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم أو طوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل، فردد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين مرة أو أكثر وأنا أسمع". أخرجه: أحمد (٢/ ٨٤) وابن ماجه (١/ ٦١ - ٦٢/ ١٧٤). قال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح، وقد احتج البخاري بجميع رواته". وهو عند الطبراني كما في المجمع (٦/ ٢٣٠) وحسن الهيثمي إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>