للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)} (١).

وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان.

وإنما يحل ذلك بنفوس موتى القلوب، وغير المستقلين من الآثام والذنوب. وأزيدك أنهم يرونه من العبادات، لا من الأمور المنكرات المحرمات.

فإنا لله وإنا إليه راجعون، بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ.

ولله در شيخنا القشيري رحمه الله تعالى حيث يقول فيما أجازناه:

قد عرف المنكر واستنكر الـ وصار أهل العلم في وهدة حادوا عن الحق فما للذي فقلت للأبرار أهل التقى ... لا تنكروا أحوالكم قد أتت ... ـمعروف في أيامنا الصعبه

وصار أهل الجهل في رتبه

سادوا به فيما مضى نسبه

والدين لما اشتدت الكربه

نوبتكم في زمن الغربه

ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى حيث يقول: لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب.

هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه - صلى الله عليه وسلم - وهو ربيع الأول هو بعينه الشهر


(١) الفجر الآية (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>